للحجز المباشر : 566111150-966+

أرشيف المواضيع

الخجل يمنعني من حقوقي

المجيب د. سيد زكي خريبة  

استشاري نفسي إكلينيكي وعلاج الإدمان

 

السؤال 

مشكلتي هي أنني شديد الخجل، ولربما وصل بي الأمر إلى أن يكون الحق لي ،ولا أستطيع أن أبوح به مراعاة لمشاعر الحاضرين، وإذا كلفت بأمر، ثم لم أقم به على الوجه المطلوب تجدني أخجل أن أقدم عذراً للآخر. 

الجواب: 

الأخ صاحب المشكلة، اعلم يا أخي أن الخجل يمكن أن يصيب المشهورين والموهوبين كما يصيب الشخص العادي أيضاً، ومثل معظم المشكلات العقلية والانفعالية، فإن الخجل لا يحترم طبقة الفرد الاجتماعية، ولكن ما مدى وجود الخجل لديك؟ 

ويسمى الشعور بالخجل في بعض المواقف الاجتماعية باسم "الخجل الموقفي" وهو لا يعد مشكلة سلوكية. أما الشعور بالخجل في كل المواقف التي تواجه الفرد فيسمى "الخجل المزمن" وهو بالطبع مشكلة. وهذا النوع من الخجل يمكن تسميته باسم "الخجل المزاجي" وهو سمة من سمات الشخصية. 

ومن الممكن أن نوسع من سمة الخجل إلى مجال المرض، وهو ما يعرف باسم "الخجل المرضي" وهو نوع من الخجل الذي يظهر لدى الشخص و يصبح شديد الانسحاب من الآخرين، ويتجنب كل الاتصالات غير الضرورية معهم - وهناك اصطلاح "الانطواء الاجتماعي"، وهو يدل على الميل للتحرك بعيداً عن الناس. 

وكنا نود أن نعرف منك الكثير عن طبيعة خجلك، إلا أننا من خلال ملخص مشكلتك سنحاول جاهدين تقديم المشورة والعون طبقاً للملخص غير الكافي عن موضوع خجلك.  لعلنا نصل بك إلى الأمان.

الأخ صاحب المشكلة:

 هناك مرادفات للخجل تشيع في الأوساط الاجتماعية مثل: مؤدب - شديد الكسوف - عاطفي - منسحب - متردد. 

فإذا كنت تعتقد بأن ذلك - وأقصد الخجل في المواقف التي تواجهك - نوع من التواضع والأدب، وهما ما يجعلان شخصيتك جذابة، فأقول لك: إن ذلك صحيح إلى حد ما - ولكن الغياب المطلق للحديث المتمركز حول ذاتك يصدم الآخرين في النهاية، وتبدو عندهم أنك غير متزن. 

وإذا كان خجلك من النوع المزاجي، وهو أنك تبدو متحفظاً مع الآخرين وباردا تجاههم فأقول لك: إن ذلك نوع من الأقنعة التي يرتديها الفرد؛ لأنه غير واثق بذاته وفي ذهنه أنه سيفتضح لو تحدث برأيه - فأنت في هذه الحالة تحاول الهروب خشية الإحراج وخوفاً من آراء الآخرين. 

وإذا كنت تعاني من الخجل بسبب طول قامتك أو ملامح وجهك أو مهاراتك اللفظية فنقول لك: إنه يجب عليك في هذه الحالة أن تضع في ذهنك أن الآخرين ليسوا أكفأ منك، وأنك على ما يرام، ولا تضع لمثل هذه الأمور أي حساسية. 

عزيزي صاحب المشكلة:

 إن من يعانى من الخجل لا بد وأنه كان في سنوات عمره الباكرة شديد الحساسية للنقد وأحكام الآخرين. إن سمة الخجل هي اختباء من الآخرين. 

إلا أننا نقول لك لكي تتغلب على هذه المشكلة عليك باتباع الآتي: 

 

  1. استكشف خبرات طفولتك أي (استرجع ذكريات الطفولة) وستجد أن كثيراً من ذكريات طفولتك نحو نفسك اليوم قد تشكلت، وذلك من خلال تفاعلك مع والديك وإخوتك. 
  2. اختبر مشاعر الدونية لديك - فكثيراً ما تكون هذه المشاعر خاطئة - إنها في الغالب خيالات عن نفسك، وإذا تفحصتها بمنطقية في ضوء ذكائك الأشد ستكون قادراً على رفضها، وبالتالي سيقل تأثيرها عليك. 
  3. كن على ثقة أن عادة الخجل هي عادة متعلمة، ونقول لك إن ما يمكن تعلمه يمكن إبطال تعلمه - وكن على وعي بأن سلوك التجنب والانسحاب من جانبك يقوي خجلك؛ لأنه يزودك بالراحة من القلق. 

فحينما تواجه الموقف تكتسب قوة، وتتعلم تحمل القلق ومع المواقف سيتضاءل هذا القلق بفعل ظاهرة الاعتياد، وهي تعني أنك تتكيف تدريجياً مع المواقف. 

  1. اكتسب مهارات توكيد الذات، أي تعلم أن تطلب ما تريد وأن تضع نفسك في المقدمة في بعض الوقت، وتحقق أن لك الحق في أن تكون الأول مثل الآخرين؛ فالآخرون لهم مشاعر كما لك مشاعر، وأن مطالبتك بحقك في الأول عند ما تكون الصاحب يضفي احترام الآخرين لك. 

عزيزي صاحب المشكلة:

 وكونك تقول: إنك إذا كلفت بأمر ولم تقمُ بعمله على الوجه المطلوب فإنك تستحيي تقديم العذر للآخر - فهذا شيء طيب يدل على أنك إنسان جيد ولديك أعلى (ضمير) قوي يؤنبك في حالة التقصير، وفي الأثر: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا ً أن يتقنه" فالإتقان سمة من السمات التي أوصى بها الدين عند ما يقوم الإنسان بعمل ما. ندعو الله لك أن تظل متقناً لأعمالك، ولا تقدم أعذاراً عن عدم إتقانك لتلك الأعمال. 

نرجو لك التوفيق والنجاح، مع تمنيات مركز حياتي للاستشارات النفسية والاجتماعية.