للحجز المباشر : 566111150-966+

الشريف حسين بن ناصر

الشريف حسين بن ناصر

 

 

لماذا حياتي؟ حيــاتـي ... بين أبعاد هذه الكلمة المركبة من كلمتين (الحياة )...والذات التي تعبر عنها (ياء المتكلم) كان اختيار اسم مركز(حياتي). والربط بين الاسم والمسمى ضرورة تستقر في الوعي الإنساني،والنفسي منذ أن يبدأ الإنسان في إدراك الأشياء، والربط بين الكلمة صورة والمضمون معنى يدركه من وهب الفطنة ورهافة الحسّ. وقد وعى الإنسان منذ أن وطأت قدماه الأرض معنى كلمة (الحياة) فهي مركز عمره ، وحصاد عمله... وقد أخذ يلصق بها أوصافا تناسب الحالة الشعورية التي يمرّبها والمركز الاجتماعي الذي يتقلده. فتارة هي حياة هانئة سعيدة ... وتارة أخرى هي حياة شقية نكدة ... ينسب إليها سعاده... ويلصق بها فشله متناثياً أو غير واعٍ انه الذي يشكل حياته، وأنها مسرح كبير وهو البطل على خشبتها. 

ولسنا ندعي نحن - المهتمين بالشؤون الاجتماعية والنفسية - بأننا أول من أدرك أبعاد ومعاني ودلالاة الحياة والنفس الإنسانية، فقد أورد القرآن الكريم والسنة النبوية لفظ الحياة بصورة بديعة تكشف عن حقيقتها كيف لا؟! والله هو مبدعها وخلقها، والمقام في شرح ذلك يطول ويعجز عنه علماء النفس وعباقرتهم ومن أراد أن يدرك جزءاً من تلك الأسرار فكتاب الله - تعالى وسنة المصطفى عليه أفضل الصلوات وأتم التسليمات قبلته.

 وتصطدم النفس الإنسانية التي لا يسبر أغوارها إلى الله بتقلبات الحياة، وقد لا يستطيع الإنسان أن يتكيف مع تلك التقلبات فتعتل نفسه وتشقى وتعتل معها حياته وهكذا يضل صراع الإنسان مع الحياة قائماً، يزداد كلما ازدادت متطلبات تلك الحياة.

ونحن اليوم في عصر أو حياة سيطرت فيها التكنولوجيا وكثرت فيها المتطلبات الاقتصادية، ولا نبالغ إن قلنا إنها سارت حيات تتسمم بالمادية، ولا نقصد بها فقط مادية المادة النقدية بل كل مطلب نفعي خال من الروح والقيم وقد ألقت هذه الحياة بضلالها على البعد النفسي والاجتماعي بحياة الإنسان، وهي متحركة تركض في الدقيقة بل في الثانية آلاف الأميال عن مركزها يجد الإنسان نفسه مرغما لا بطلاً يركض خلفها.

فما متوقع من ذلك الركض والصراع نجاحاً ربما.... وفي كليهما لا تسلم الذات البشرية من الاعتلال.

وماذا يا ترى بعد اعتلال النفس؟ إنه الفشل في صناعة المجتمع والأمة وصراخ الفرد بصوت عال، أو صمت عال لسان حاله: 

يردد أين هي حياتي ؟ وحتى لا يتحول الصراخ إلى عويل مدمر. وضجيج مزعج مقلق جاء مركز حياتي يحوله إلى صوت قوي بناء، يوجهه ببناء الفرد الذي هو اللبنة الأولى في بناء المجتمع والأمة، بصوت عال يقول مركز حياتي:

البحث عن الأنا: وإصلاح الذات... والبحث عن مصادر قوة في شخصيتنا: والتفتيش عن مفاتيح النجاح فيها: ووضع أيدينا على كل ما يصلحها ويسعدها هو أول الطريق لتحقيق الخلافة الصحيحة والناجحة وتأدية الرسالة الإلهية في بناء وتعمير الأرض : ( قال جاعل في الأرض خليفة )    إنها حياتك.... ردد بثقة وقدرة وملكية صحيحة إنها حياتي... 

وحتى حياتي تبقى حياتي متميزة ومتفردة على أن أتعهدها دوماً بالرعاية والعناية والاهتمام. 

 

 

سيادة الشريف حسين بن ناصر

مدير عام  مركز حياتي